يخفق كثير من الأزواج في التأليف بين أمهاتهم وزوجاتهم ، وتنتهي الحياة الزوجية بالطلاق لدى كثير من هؤلاء حين لا يجدون بداً من الاختيار بين أمهاتهم أو زوجاتهم .
ولقد حدثني أحد الأزواج أنه طلق زوجتين إرضاء لوالدته ، وهو الآن يتجه إلى تطليق الثالثة تلبية لرغبة والدته التي تعيش معه في بيته ؛ فهو ابنها الوحيد .
فكيف يفعل الأزواج حتى ينجحوا في التوفيق بين أمهاتهم وزوجاتهم والتأليف بين قلوبهن ؟
هذه نصائح وإرشادات أرجو أن يكون فيها نفع :
أولاً : ليذكّر الرجلُ زوجتَه أن إرضاءه أمه فرض عليه ، وأن الإحسان إلى الوالدين أتى في القرآن الكريم بعد توحيد الله سبحانه ، وأنه لا بد له من برها وإحسانه إليها .
ثانياً : ينبهها إلى أن رضاءَ أمه عنه لمصلحتها ومصلحة أولادها ، فحين يكون مرضياً من والدته يكون أقرب إلى رضا ربه عنه (( رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما )) ، وما أحسب أن زوجة تريد زوجاً يسخط ربه عليه .
ثالثاً : يبشر الرجل زوجته بأن لها أجراً في إعانتها له على بر والديه ، إذ إن إعانتَها له من حسن تبعلها لزوجها ، وحسن تبعل المرأة لزوجها سبب في أجور كثيرة لها .
رابعاً : يسأل الزوج زوجته : هل ترضين ؟ إذا كبر أولادُك وتزوجوا ، أن يعقوك من أجل إرضاء زوجاتهم ؟! ضعي نفسك في موضع والدتي ، وتذكري أنه (( كما تدين تدان )) .
خامساً : ينقل الرجل إلى زوجته بعض ما سمعه من كلمات طيبة صدرت عن أمه بحقها ، ولا بأس في أن يزيدَ فيها ويبالغ ، فهذا ليس من الكذب المنهي عنه . يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أم كلثوم بنت عقبة (( ليس الكذاب بالذي يصلح ين الناس فيَنمي خيراً ويقول خيراً )) .
سادساً : ليفعل الرجل الأمرَ نفسَه مع والدته فينقل إليها كلمات طيبة سمعها من زوجته ، وليَزِدْ فيها ويبالغ ، فهذا مما يوفق كثيراً بين أمه وزوجته ويؤلف بين قلبيهما .
سابعاً : مما يؤلف بين الأم والزوجة أيضاً الهدية ، فإذا كان الزوج مع زوجته في السوق فليوجهها لشراء هدية لأمه ، ولتكن هدية ذات قيمة ، ولتقدم الزوجة هذه الهدية بنفسها إلى أمه مع عبارات مودة واحترام . قال صلى الله عليه وسلم (( تهادَوْا تحابوا )) . ( الألباني 3004 ) .
ثامناً : قبل السبعة الماضية وأهمها ألا يتوقف عن دعاء الله سبحانه وتعالى أن يوفق بين أمه وزوجته و يؤلف بين قلبيهما .
تاسعاً : ليقلل الرجل من الثناء على زوجته أمام والدته ، وليجعل هذا الثناء بينه وبينها ، ذلك أن الأمهات لا يرتحن إلى تعلق أبنائهن الشديد بزوجاتهم ، وكثرةِ مدحهن والثناء عليهن .
عاشراً : ليحذر الزوج نقلَ ما تأخذه أمه على زوجته إليها ، وكذلك ما عبرت عنه الزوجة من ضيقٍ بأمه إلى أمه . إنه ، إن فعل هذا ، يحول دون الوفاق الذي يطلبه بينهما .
وبعد ؛ فإن المرجو من الزوجة أيضاً أن تستفيد من هذه النصائح العشر في التوفيق بين أمها وزوجها .
اللهم أصلحنا لزوجاتنا ، وأصلح زوجاتنا لنا ، وأصلح ما بيننا وبينهن .
————————————————