كنت أعمل بطموح و اجتهاد في مهنتي التي أحببتها و كنت أعشقها و هي الترجمة ، و قد طورت نفسي فيها منذ البداية بالاجتهاد و بالاستعانة بمن هم أكثر مني خبرة في هذا المجال . غير أن فكرة التقاعد أو كما يسميها الدكتور نجيب الرفاعي ” الترافع “كانت تراودني و تصادف ترافعني عن العمل مع دورة كنت أفكر في السفر إلى لندن لحضورها ، و لكنها عقدت في الكويت على يد محاضر جليل و خبير في هذا المجال و هو الدكتور ” نجيب الرفاعي ” و هي دورة ” البرمجة العصبية اللغوية ” . كنت أسمع عن هذا العلم أو الفن من صديقاتي و لذلك بدأت في البحث عن كتب تشرحه و تفك طلاسمه لي . فقرأت للدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله و الدكتور صلاح الراشد و د. ريتشارد باندلر و د. جون غرايندر ود. جاك كانفيلد و طوني روبينز و, د. هيل نابليون و د. جون كونارد و د. ميلتون اريكسون ….. وغيرهم كثيرين . كان اهتمامي بهذا العلم ينبع من حبي للتواصل …..سواء كان مع ذاتي أولا و من ثمة التواصل مع الآخرين . و ما زاد من شغفي في هذا العلم أنه من صميم ديننا الإسلامي الحنيف السمح . و من خلال الدورة مع د.نجيب الرفاعي بارك الله فيه و زوجته أم عبدالله استنرت كثيراً بهذا العلم على مدى اسبوعا كاملاً من خلال التنظير و التطبيقات لهذا التنظير .
طلب منا د.نجيب في بداية الدورة أن نحدد أهدافنا و نكتبها على ورقة و نقرأ هذه الورقة كل يوم و في كل يوم مرات عديدة ….بصراحة لم أكن أعرف السبب !!!!!!
و لكني عرفت ذلك السبب من خلال دورة ” البرمجة العصبية اللغوية ” ، و التي تعرفت فيها على المفتاح الرئيسي للإنسان و الذي أطلق عليه هذا الاسم “د. نابليون هيل ” ( 1883-1970) و هو من أوائل المؤلفين الأمريكيين كتبوا في ” أدب النجاح الشخصي ” في مرحلة ” حركة الفكر الجديد ” . و من أشهر مقولاته :
( ًWhatever the mind can conceive and believe ,it can achieve ) .
” إن ما يدركه العقل و يؤمن به ، يحقق” .
ما الذي يقصده بالمفتاح الرئيسي هذا ؟؟؟
المفتاح الرئيسي هو ذلك الكنز الذي نمتلكه و يمكننا السيطرة عليه إذا ما تعرفنا على طريقة عمله ، كما يقول “د. جوزيف ميرفي ” في كتابه قوة عقلك الباطن . فهو كنز يجهله كثير من الناس و لا يعلمون شيئاً عن المعين الذي لا ينضب بداخلهم من الذكاء اللانهائي و المحبة التي لا تنتهي . إن كل أفعالك و تجاربك و الأحداث و الظروف التي مررت بها هي ردود أفعال عقلك الباطن لأفكارك ، و تذكر أن الشيء الذي تعتقد فيه ليس هو الذي يحقق النتيجة ، و لكن الاعتقاد الذي في عقلك هو الذي يجلب هذه النتيجة . اعلم أنك تستطيع إعادة تشكيل نفسك من خلال إعطاء عقلك الباطن مخطط جديد .فنحن لنا عقلا واحداً إلا أن له وظيفتان مختلفتان و مميزتان . و هناك مسميات كثيرة للتمييزبين تلك الوظيفتين و منها العقل الظاهري و العقل الداخلي ، و العقل الواعي و العقل الباطن و العقل المستيقظ و العقل النائم . و هنا سأستخدم مسميي العقل الواعي و العقل الباطن .
العقل الباطن يعتمد على الطاقة و القوة و الحكمة اللامحدودة الكاملة في داخلك . فالعقل الباطن يتقبل ما يطبع بداخله فهو كالطفل ذو الأربع سنوات ، أو ما يؤمن به العقل الواعي . فهو لا يمنطق الأشياء مثل العقل الواعي و لا يجادل فيها . فهو مثل التربة التي تقبل أي نوع من البذور سواء صالحة أو فاسدة . فالعقل الباطن لا يمكنه الاختيار أو المقارنة . بل الاختيار يقع عبئه على العقل الواعي .
إن وسائل العقل الواعي هي الحواس الخمس أو الست ، و بها نكتسب المعرفة . و يتعلم العقل الواعي من خلال الملاحظة و التجربة و التعليم ، أما أعظم وظيفة للعقل الواعي فهي التفكير .
أما العقل الباطن فإنه يعي و يفهم عن طريق الحدس أو البديهة ، و هو مركز العواطف و الانفعالات و مخزن الذاكرة و يعمل عندما تعطل الحواس الظاهرية بشكل مؤقت ( نعاس ، نوم ، أو هدوء ) . و العقل الباطن هو مركز العادات و السلوكيات التي غرزها فينا الأهل و الاسرة و و الاصدقاء و الأقران و المجتمع و محيط العمل .
و يركز “د. هيل ” على أن الإنسان إذا ما ركز على الفقر أو المرض فإن هذه الأمور السلبية ستنجذب إليه . فإي شيء تركز عليه يأتيك ، و أنت ما تفكر فيه .
و ينبغي على الإنسان أن يفكر في الأمور الإيجابية من صحة و حياة و خير ، و هكذا يتدفق الخير إليه . فالإنسان رهينة ما يفكر فيه طوال اليوم . على الإنسان أن يتذكر أن العقل الباطن إذا قبل فكرة فإنه يبدأ في الحال في تنفيذها و يستخدم كل مصادره الهائلة لتحقيق هذا الهدف ، و يحشد كل القوانين العقلية و الروحية الكامنة في بواطن العقل .و هذا ينطبق على الأفكار الإيجابية و الأفكار السلبية . فإذا استخدمته بصورة سلبية فإنه يؤدي إلى الاضطراب و الفشل و الارتباك و أما إذا ما استخدمه الإنسان بصورة إيجابية بناءة فإنه يقدم الإرشاد و التوجيه و الحرية و الراحة .
و كما توصل علماء الفيزياء و أكدها “د. جاك كانفيلد ” أن الكون ليس فراغ مادياً بل هو مليء بالذبذبات والطاقة مليئة بالذبذبات طاقة ، فالسيارة طاقة و التليفون و كل شيء و حتى الإنسان طاقة و لكن طاقة الإنسان تتشكل حسب أفكاره فإن كانت أفكاره إيجابية كانت طاقته إيجابية و اجتذبت له كل ما هو إيجابي في الكون من صحة و سكينة و هدوء و حب و أمان و أما إن كانت سلبية فإنها تجتذب إليه كل ما هو سلبي من مرض و خسارة و فشل و تردد و حقد و غضب و كراهية . و يزيد “د. جاك كانفيلد” أن لدينا القدرة في التأثير على هذا الفراغ . فنحن من يغير الذبذبات حولنا ، و علينا أن نتوخى الحذر فيما نغذي به عقولنا من أفكار و خيال . فالخيال و الأفكار هي صور ذهنية قوية . وا لخيال مقره العقل الباطن . و الشيء المثير للدهشة حقاً هو أن العقل الباطن بما فيه من قوة فليس لديه القدرة على التمييز بين الحقيقة و الخيال .و دليل ذيك ما يحدث للإنسان إذا راوده كابوس ، فإنه يستيقظ و قلبه يخفق بسرعة و يتصبب عرقاً و يكون في حالة خوف و هلع كما لو أنه مستيقظ . فالكابوس هي أفكار في عقلك و أنت في الواقه لست في خطر ، و لكن عقلك لا يدرك ذلك ، و تكون ردة فعل جسمك كما لو أن الكابوس أمر واقع .
لذا على المرء أن يستخدم الخيال في رؤية أهدافه و هي تتحق في الخيال، و عندئذ يعمل العقل الباطن على تحقيقها له . استخدم الخيال و ليس قوة الإرادة في حل مشكلاتك فهو الوحيد الذي يعرف أكثر الحلول فعالية ، فالمخيلة هي أقوى قدرات الإنسان و أكثرها فعالية . فتخيل كل ما جميل و إيجابي ، فأنت ما تتخيل .
و مثال على قوة الخيال فقد أجرى دكتور اختبار على رياضي تزلج . فقد أوصل أجهزة قياس بألياف عضلات هذا الرياضي في المختبر و طلب منه أن يتخيل أنه يتزلج على التل . ففي الواقع لم يحرك الرياضي أي عضلة و لكن الخهاز سجل تقريراً كما لو أنه كان يقوم بالتزلج .
و مثال آخر على قوة الخيال . فقد تم تقسيم ثلاث مجموعات من لاعبي كرة السلة .فقد طلبوا من المجموعة الأولى التدرب على رمي الكرة في السلة ساعة على مدى 21 يوم . و طلبوا من المجموعة الثانية عدم التدرب أما المجموعة الثالثة فطلبوا من أعضاء الفريق أن يمارسوا التدريب على رمي كرة السلة في الخيال على مدى 21 يوم . و كانت النتيجة أن االمجموعة الأولى اللذين تدربوا على رمي الكرة بالفعل قد حققوا تقدماً ملحوظاً، أما المجموعة الثانية فلم تحقق أي تقدم لأنها لم تتدرب على رمي الكرة ، و أما ما يثير الدهشة فهو أن المجموعة التي تدربت على رمي كرة السلة في الخيال قد حققت تقدماً ملحوظاً في أدائها بل و كان أداؤها أفضل من المجموعة الأولى .
. (Jeremy Bennett و يقول
Your Thoughts control your life , so choose your thoughts wisely .
” إن لأفكارك القدرة على السيطرة على حياتك ، فاختر أفكارك بحكمة ” .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.