يوم الخميس 9/6/2005 جلست مع (مريم) وكانت قد تعرضت لحادث سيارة في البر وكانت احدى المصابات في السيارة مع بقية قريباتها، ولله الحمد الكل خرج باصابات متفاوتة وتمت معالجتهن. لقد أجريت لها اختبار النمط
الغالب وكانت النتيجة متقاربة بين الحسي والبصري لديها والسمعي أقل عنهما.
عندما سألتها إذا كان لديها أي ذكرى بصرية تريد التخلص منها قالت: نعم. لا اريد أن أذهب إلى البر وأتذكر حالتنا في السيارة أثناء الاصطدام بالعمود والطيران في الجو قبل سقوطها على التل الرملي. فقلت لها أن تثبت الصورة التي تريد التخلص منها ثم بدأت بسؤالها عن اذا كانت تسمح باللعب بالصورة فأجابت بالموافقة ثم مانسبة الألم فقالت 100% بالتأكيد!. ثم قلت لها انت الآن تجلسين معي في الصالة الخارجية ولديك الكنترول للتلفاز والفيديو. وأنت المتحكمة في هذه المشاهد. ثم قلت لها ممكن تقصرين على الصوت؟ فوافقت ثم قالت لي أنا أصلاً لا أسمع شيئاً ولكني أرى تلك اللحظة. ثم جعلتها تتخيل أننا نجلس بعيد عن التلفاز وأنه تلفاز قديم وشاشته صغيرة والألوان غير واضحة مرة ملونة ومرة أبيض وأسود! فقلت لها ماذا تشاهدين الآن؟ سكتت لمدة طويلة مغمضة عينيها قبل أن تجيب: أرى نفسي وأنا أحلق! فذكرتها أنها ليست داخل الفيلم! أنت الآن تجلسين معي في الصالة والكنترول في يدك ماذا تشاهدين؟ فقالت: لا أستطيع أن أبعد نفسي عن الصورة فأنا ما زلت أشعر بالصدمة والمفأجاة التي شعرت بها وأنا أحلق ثم أرتطم بالأرض!!
هنا لاحظت تغير نفسها وتقاسيم وجهها وتوقعت أن تبكي لما أصابها…
فبدأت أغير الموضوع قليلاً بأن أذكرها أنها تملك الكنترول وتستطيع أن ترسم وتلون المشهد الذي أمامها بأي شكل تريد. فقالت أريد أن أجعل السيارة تتحول إلى طائرة عندما حلقت في الجو لتعطيني الآمان بأن كل شيء طبيعي. فوافقتها ثم قلت لها بعد أن لاحظت هدوء تنفسها أن تلون المشهد إذا رغبت فقالت لا أستطيع إلا أن أرى الطائرة وهي تحلق. (دون أن تحط) فقلت لها هل هذا كل التعديلات التي تريدينها؟ مازال بامكانك أن تسرعي أو تبطئي أو تغيري الوقت والمكان والألوان وكل شيء لانك تملكين الكنترول؟! فقالت: نعم هذا ما أستطيع أن أرها هو أنني أحلق وأشعر بالآمان! فسألتها ماهي نسبة الألم الآن؟ قالت خفت تقريبا 70%
ثم قلت لها: أخرجي الفيلم بأن تضغطي على Eject وأمسكي الفيلم بيديك…الآن افتحي الفيلم وأخرجي الشريط الداخلي…ثم خذي المقص من المكتبة المجاورة لكِ وابدأي بقص الشريط بالطريقة التي تريدينها…بشكل متساوٍ أو عشوائي. فاختارت بطريقة متساوية..بعد أن انتهت من القص. قلت لها انظري إلى النافذة وافتحيها…ماذا ترين؟ قالت أرى كاني في شقة عالية وتحتي توجد مباني متباعدة والوقت نهار فيه ضوء ربما العصر؟! قلت لها: لك الحرية لتختاري الوقت والمكان. الآن أريدك أن ترمي القصاصات من النافذة وتراقبين كيف أن الهواء سيلعب بها. فوافقت ورمتها ثم قلت لها ماذا ترين؟ قالت: اوراق تتبعثر! كل مكان…قلت لها: أن هناك ريح قوية أخذت هذه الأوراق إلى أماكن بعيدة في كل الاتجاهات لايمكن لأحد أن يجمعها…هل ترين أنها صعدت إلى السماء بعيداًً؟ الآن خرجت من نطاق الكرة الأرضية ولا تستطيعين أن ترين أي شيء منها….فقالت: هل يمكن أن تعود؟ فقلت لها: لا يمكن أن تعود ولن تستطيعين تجميعها لأنها متناثرة في كل الاتجاهات وهناك في السماء ذلك الثقب الكبير الأسود الذي يلتهم بجاذبيته القوية كل شيء فما بالك بقصاصات؟!! تركتها قليلاً للتتأكد من أنها لن تعود… ثم سألتها عن نسبة الألم فقالت: أقل ولكن مازلت أستطيع أن أتخيل الطائرة وهي تحلق..لم تستطع أن تعطيني نسبة!
فغيرت الموضوع قليلاً وقلت لها لقد أعطانا الدكتور تمارين للاسترخاء رائعة تريح الجسم والأعصاب وترين ألوان قوس قزح بشكل كبير وواضح…فرأيتها غير مهتمه بالموضوع كثيراً فسألتها: إذا رأيت نفسك بعد اسبوع ما نسبة الآلم؟ تذكري أن الحادثة أصبحت قديمة ولا تهمك أبداً فقالت لا أستطيع أن أضمن احساسي إذا ذهب إلى البر…ثم قلت لها: إذا تخيلي نفسك بعد شهور أو سنة أو5 سنوات من الآن سيكون الحادث مجرد ذكرى لا تذكرين أي تفاصيل! فقالت: ربما..
عندما سألتها في الغد عن الموضوع قالت: الله يسامحج خليتيني أتذكر الألم وأصيح وتعبت مارقدت زين!!! كان هذا الجواب غير متوقع بالنسبة لي وصدمني فقلت لها: إن شاء الله خير وانت قصصت الفيلم بيديك ورميت الأوراق من النافذة وتبعثرت الأوراق في الهواء وصعدت إلى السماء لا تستطيعين أن تريها..فسكتت ولم تتكلم في الموضوع إلى الآن.
من هذه التجربة أنا غير متأكدة إذا كان اسلوبي صحيحا أو غير صحيح أو لماذا لم يزل الآلم وبقيت بعض الذكريات في مخيلتها؟ إلى الآن والأهل يحاولن معها أن تذهب في رحلة إلى (العزبة) حيث نربي بعض المواشي في تلك المنطقة، لكنها لاتريد.. في بعض الأجزاء كنت أتحدث معها باللغة الانجليزية لأننا نخلط اللغتين معا بشكل عفوي في بيتنا.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.