الأفكار أو الخواطر كما جاءت في بعض المراجع كان لها الاهتمام الكبير من قبل المفكرين المبدعين الإسلاميين في العصور السابقة لقد كان سلفنا الصالح حريص أشد الحرص على استثمار كل لحظة من لحظات عمره بما في ذلك استثمار ما ينتجه العقل البشري من أفكار جديدة .
في المعجم الوسيط (الخاطرة):
“هي ما يخطر بالقلب من أمر أو رأي أو معنى أما (الفكرة) فهي أعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول .”
جاء في سيرة الإمام الشيخ أبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي ، ( المولود سنة 421 ، والمتوفى سنة 512 ) وهو أحد الأعلام في الإسلام : أنه كان يقول : أني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري . حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة . أعملت فكري في حال راحتي ، وأنا منطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره . وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي . حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز ، لأجل ما بينها من تفاوت المضغ ، توفرا على مطالعة ، أو لم أدركها فيه ، وإن أجل تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء هو الوقت فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص ، فالتكاليف كثيرة .