قال لزوجته : هذه ألف دينار لك ضعيها في حسابك.
قالت في فرح ممزوج بدهشة : ولكنك تشتكي من ضائقة مالية !
قال : صحيح ، ولكني موقن أن ما أعطيتك إياه سيعطيني الله أضعافه !
قالت : كيف ؟!
قال : ألم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان ؛ فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) متفق عليه ؟
قالت : هذا في إنفاق الصدقة ، وأنا لا أستحق الصدقة .
قال : أما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك ، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك ) صحيح مسلم .
قالت : أنفقته على أهلك ولم تعطه أهلك !
قال : ألن تنفقي هذا المال على نفسك وأولادك ؟
قالت : بلى .
قال : إذن فقد تحقق ما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم .
قالت : الله يبشرك بالخير ، ويجزيك الخير ، ويرزقك أضعاف ما أعطيتني إياه .
قال : ها قد دعوتِ لي مع دعاء الملك الذي دعا لي بأن يخلفني الله ما أعطيتك إياه .
قالت : هل تثق بدعائي إلى هذا الحد ؟!
قال : أتشكين في ذلك ؟
قالت : لا ، ولكن أريد أن أزداد اطمئناناً بأنك تثق بدعائي .
قال : أثق بك ، وبدعائك ، وبمحبتك .
قالت : هل تصدق أنـك أسعدتني بكلامك هذا أكثر مما أسعدتني بالألف دينار التي أعطيتني إياها ؟!
قال : ليت الرجال يدركون آثار الكلمة الطيبة في زوجاتهم ، وخاصة أولئك الذين لا يملكون مالاً فائضاً يمنحونه زوجاتهم .
قالت : وليت النساء عندهن أزواج كرام مثلك ، يجودون بمالهم وبكلامهم الطيب .
إخوتي الأزواج ، أخواتي الزوجات ، ليتكم تتحاورون بمثل هذا الحوار الجميل الذي دار بين هذين الزوجين المتفاهمين المتحابين .
رقي تعامل
خيركم ، خيركم لأهله