بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أود أن أستهل حديثي بالصلاة والسلام علي اشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد في السنوات الأخيرة بدأت اسمع عن بعض علوم أل(NLP) ومدى تأثيرها وفاعليتها إذا ما طبقت بالشكل الصحيح في تغير حياة الإنسان وأخذت أبحث وأقرأ بعض الكتب التي تناولت كيفية تطبيق هذا العلم إلى أن أحسست ببعض التغيرات الايجابية طرأت على حياتي وذلك لأنني أعمل في المجال الإعلامي والمصطلحات اللغوية لها تأثير السحر في التأثير علي سواء كان ذلك من خلال تعاملاتي اليومية أو من خلال قراءتي للكتب أيا كان تخصصها ، بعد ذلك قررت أن أشارك في دورة ممارس التي تقدمها مشكورا وأنا على يقين أن الاستفادة من هذه الدورة التدريبية ستفوق نسبة الاستفادة التي حصلت عليها مسبقا ،وبالفعل تم ذلك فقد انضممت إلى الدورة التدريبية التي أقيمت في الأمانة العامة للأوقاف في يوم 3 أكتوبر 2010 ، وفي كل يوم كنت أخرج بكم من المعلومات التي لو بحثت عنها بمفردي لاستغرق الأمر شهورا طويلة وبجهد كبير جدا يفوق الجهد البسيط الذي بذلته في حضوري إلى الدورة، وهنا سأستغل الفرصة لأتقدم بخالص الشكر والتقدير للدكتور الفاضل نجيب الرفاعي وحرمه المصون الأستاذة هيفاء الخضيري على الجهد الأكثر من رائع الذي بذلوه من خلال تسهيل وصول المعلومة لنا وعلى رحابة صدرهم ودماثة أخلاقهم داعين المولى عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتهم .
من خلال قراءتي لكتاب شروق وحلول اكتشفت أن سهوله الحصول على الهدف تكمن في جوهر الإنسان أي في برمجة عقله اللاواعي ( العقل الباطن) بإمكانية الحصول على الأشياء مهما كانت بعيدة فكلما شعر الإنسان بأهمية وقدرة عقله الباطن وآمن به كلما كانت أهدافه سريعة التحقق ولكن بشرط أن كل ذلك مربوط بمشاعر الإنسان وإحساسه الداخلي، فلا بد أن يشعر الشخص بمشاعر طيبة حيال الأهداف التي يريد تحقيقها ولا بد أيضا من أن يكون على التردد الصحيح لاستقبال الإشارات الكونية التي ستساعده في تحقيق هدفه، ويمكن للإنسان التعرف على التردد الصحيح الذي يجب أن يكون عليه من خلال مشاعره فلا يمكن أن يشعر بشعور سيء إذا كان يفكر تفكيرا ايجابيا، ولا يمكن أيضا أن يشعر بشعور طيب إذا كان تفكيره سلبيا ومضمون هذه الفكرة يتلخص في أن يفكر الإنسان في ما يريد وليس في ما لا يريد فذلك سيجدي نفعا حتما.
ومن أهم النقاط التي أود أن أذكرها في هذا السياق معجزة كاسيت “خليك مرتاح” الذي أثر في حياتي تأثير ملحوظ لاحظه كل من حولي، فمنذ الليلة الأولى التي استمعت فيها إليه أحسست براحة عند استيقاظي في اليوم التالي وتجلى ذلك واضحا بعد الاستمرار في سماعه كل ليلة، بعد الليلة العاشرة كنت ألاحظ التغيرات التي طرأت علي فقد كنت أكثر تسامحا مع الآخرين أثناء قيادة السيارة ولم أكن كذلك من قبل، أقل توترا، دائمة الابتسامة بل أن من الأشياء المدهشة التي لاحظتها أنه عند استيقاظي من النوم أرى نفسي في المرآة وابتسم ابتسامة عميقة أكاد أن أشعر بها تخرج من أعماق نفسي، والأهم من ذلك أنني بدأت أصنع السعادة بدلا من البحث عنها، ولعل من أهم التغيرات التي لاحظها علي من حولي إشراقه الوجه، الابتسامة الدائمة وعدم اهتمامي بصغائر الأمور التي كانت تشغل معظم وقتي وتفكيري في السابق.
بعد الانتهاء من الدورة التدريبية بدأت أتتبع الآخرين في حديثهم وتصرفاتهم لأعرف نوعية النمط الذي يطغى على شخصياتهم سواء كان سمعي أم بصري أم حسي وذلك ساعدني في النجاح في معظم العمليات الاتصالية التي أقوم بها، فضلا عن المتعة التي بت أشعر بها من خلال تحليل أنماط الشخصية الخاصة بكل فرد على حده، من جانب آخر استخدمت بعض التمارين التي طبقناها خلال الدورة على نفسي أولا وعلى بعض الأشخاص الذين أعرفهم وكانت النتائج مذهلة وسأذكر هنا بعض الأمثلة التي طبقتها على بعض الأشخاص :
المثال الأول : كان الشخص (أ) يعاني من مشكلة مع والدته التي لا تقتنع بأي شيء يفعله ولو كان صحيحا ولا يمكنهم التحدث لمدة خمسة دقائق متواصلة،فبدأت أشرح له بعض الأمور التي قد يفعلها ويخفف من حدة التوتر التي تحدث بينهم عند الحديث في أي موضوع، وكان من ضمن الأمور التي تطرقت لها الألفة فلا يمكن أن تقتنع بوجهة نظرك ما دامت الألفة معدومة بينكم، ويمكن فعل ذلك من خلال استهلال الحديث معها بالسؤال عن صحتها وما إذا كانت تحتاج شيء يمكنك فعله لها أي لا بد أن تبين لها مدى اهتمامك بها وحبك لها، والأمر الآخر الذي تطرقت له هو مجاراتها بالأفعال التي تفعلها طريقة الجلوس، نبرة الصوت ومستواه إذا لم يكن عاليا،وضع اليد والوضعية التي تكون عليها خلال الحديث معه ولا بد أن يفعل ذلك كله من غير أن تشعر به أي بعد فترة زمنية مناسبة من اتخاذها وضعية معينة وشرحت له في النهاية قاعدة مهمة جدا هي أن معنى اتصالك ما تحصل علية .وبالفعل طبق هذه الإستراتيجية وأتت بفائدة كبيرة،فيقول لم أتوقع أن القيام بأمور بسيطة مثل هذه الأمور ممكن أن يحل مشكلة كانت تؤرقني طوال الوقت .
المثال الثاني : كان الشخص (ب) يعاني من تأثير سلبي على حياته لكلمة تلقاها من شخص عزيز علية وكلما تذكر هذه الكلمة كانت تعكر صفو يومه وتجعله يشعر بشعور سلبي قد يمتد إلى ساعات طويلة بعد تذكره للموقف، فطبقت عليه تمرين التخلص من الأثر السلبي فسألته أي الأصوات تحب أن تسمع ويريحك سماعه فأجابني سماع صوت ابني عندما يضحك فقلت له ممتاز تم قلت له أين تسمع بوضوح أكثر بالإذن اليمنى أم اليسرى فقال لي اليمنى وهكذا بدأت التمرين فقلت له أغمض عينيك اسمع الصوت الذي يزعجك، اسمعه بوضوح والآن تخيل أنك في حديقة جميله بها من الزهور ما لم ترى من قبل والعصافير تزقزق والشمس مبتسمة تنظر إليك أنت وابنك مع نسيم عليل يمر عليك بين الفينة والأخرى وأنت مستمتع بسماع صوت ابنك وهو يضحك وهذا الصوت يعلو ويغطي على الصوت المزعج حتى يكاد يختفي الصوت المزعج، خذ هذا الصوت وضعه في كرة واترك الكرة تنزل من إذنك اليسرى إلى أن تصل إلى أخمص قدميك ومن ثم يأتي ابنك ويركلها بعيدا عنك وأنت تراها تبتعد عنك بعيدا حتى تختفي عن نظرك وتسمع بعد ذلك صوت انفجار وإذا هذه الكرة تتناثر في الهواء وتأخذها الرياح بعيدا عنك ولم تعد تراها، وكل ما ترى وتسمع هو ضحكت ابنك ويمكنك أن ترفع من درجة الصوت إلى أن تصل إلى الدرجة المناسبة وهنا عمق الصورة بشكل أكبر فشاهد ما تشاهد واسمع ما تسمع وحس بالإحساس الذي تحس به ومن ثم طلبت منه أن يفتح عينيه وقد أخبرني بأنه لم يعد يذكر نبرة الصوت أو حتى الكلام الذي قيل له في هذا الموقف فشعرت وقتها بسعادة غامرة وذلك ما كنت أعنيه في أن أصنع السعادة وليس أن أبحث عنها .
في نهاية تقريري هذا أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى الدكتور نجيب عبدالله الرفاعي الذي غير حياتي فأسعدني وأسعد من حولي بهذا التغير ولعلي الآن أشعر بأنني أكثر إقبالا على الحياة سعيدة وممتنة للخالق عز وجل على كل النعم التي وهبني إياها ومؤمنه وموقنة بإجابته لأهدافي التي أصبحت أكثر وضوحا بعد دورة هندسة النجاح، داعية المولى عز وجل أن يجعله في ميزان حسناته .
مع فائق الشكر والتقدير،،،
نوره الصبحان
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.