الكثير من الكتاب كتبوا مئات المقالات عن السعادة,والكثير من الباحثين قاموا بأبحاث ودراسات حول العقل البشرية وكيفية التحكم بالافكار السلبية,وهناك قسم من العلماء اختص بكيفية استخراج السلبيات وتبديلها بالايجابيات,ولكنهم جميعا اتفقوا على مبدأ واحد.
العلم القديم والعلم الحديث منذ العصور والقرون القديمة كان الانسان كما هو اليوم,من روح ولحم ودم ويتكون مما ابدع الخالق,في احسن تركيب وجعل الله تعالى البشر طباع فمنهم الشديد ومنهم اللين ومنهم الابيض والاصفر والاسود وفيهم الطويل والقصير العريض والنحيف فيهم انواع مختلفة تفرق البشر ومن الصعب ان نجد انسانا يشبه غيره طبق الاصل,فهذه من نعم الله علينا وقدرته.
ومع الابحاث الحديثة وتطور العلم بشكل ملحوظ خاصة في الآونة الاخيرة الا ان جميع العلماء من علماء الاتصال وعلماء النفس والاجتماع اتفقوا على مبدأ واحد وهي نظرية صحيحة 100% وهي التي كانت سببا في تطور المجتمعات بشكل سريع منذ عدة عقود,نظرية لم تكتمل الا عند اخذ اغلب العلوم لنصها,قد يكون الانسان على علم بها وظن بأنها لا تحتاج لكثرة الدراسات اذ ان علماء الاسلام ومن اولهم قائد الامة محمد هو من نص على هذا وحث على العمل عليه.
هي الثقافة,ثقافة القائد الذي يقود الآلاف وثقافة المدير الذي ينظم المئات وثقافة الشعوب التي تنميهم وتجعلهم اكثر مرونة في العالم,اذ اننا نلاحظ في عصور مضت كان الانسان لا يتخطى خيمته او قريته او عائلته,ومع التقدم وتغير بعض التقاليد –بسبب العلم والثقافة- شد الانسان رحله كان من البدو او من القرية او من المدينة,فهو التزم القاعدة نفسها,وهي السفر بقصد الاستكشاف والتعلم والرفاهية .
ولكي لا نبخل على قسم الثقافة بشيئ فإن العلم ايضا اصبح من المهتمين في مجال اقناع الناس على تنمية مهاراتهم وتطويرها,فإن مجموعة لا بأس بها من الناس اعتقدت ولو لفترة قصيرة ان العمل هو الذي يربح ويجني الملايين وان التعلم ليس سوى شهادة تعلق.وبعد التقدم لاحظنا ان الكثير ايضا من الناس,مجموع لا يستهان به قد أكد نظرية التثقيف وان الانسان هو مسؤول عن عقله أذا هو المسؤول عن تصرفاته.
فمهما تكلمنا وكتبنا وبحثنا عن العقل البشرية وقوته الا اننا لن نستطيع ان نعرف سره لانه سر دقيق وخطير وصعب الوصول اليه لأن هذا العقل نعمة من عند الله عز وجل مثله مثل باقي النعم فمن العين التي نبصر بها ولا ندرك ولو للحظة ان غيرنا يتمنى ان يرى للحظة ولأذنا التي نسمع بها ادق الاصوات وانه هناك من يتمنى سماع صوت الديك ولم نتكلم بعد عن الشم والتذوق والقلب ومهامه والمعدة والطحال,هذه نعم عليك فاغتنمها وفكر بما رزقك الله ولا تفكر في حسد الآخرين.
ان ما اريد ان اوصلك اليه عزيزي القارئ سألخصه في هذين السطرين,فاولا عليك ان تعمل على تثقيف نفسك تعلم لغة جديدة اقرأ ابحث اكتب وارسم ما يحلو لك فإن لم تعمل على تثقيف نفسك فلن يعمل على تثقيفها احد ولا تهتم لعمرك فإن العلم والتقدم لا يعرف الاعمار,بل اذكر انني اعرف شخصا منذ صغري نناديه بعمو جمال وهو شخصية بارزة خلوقة ومضحكة الاسلوب – بشكل مؤدب ورقيق- الذي اذكره من القصة ان والدتي اطال الله بعمرها قالت لي ان عمو جمال قد دخل الامتحانات الثانوية واصغر طالب كان مع في الصف هو في عمر ابنته.كم كان لي الخبر مفرحا بأن رجلا يلاعب حفيدته دخل الثانوية ونجح في الامتحانات الرسمية,وعند سؤالي له عن سبب ما فعل قال “الانسان المتعلم يفخر بنفسه”.
نمر بظروف صعبة وأليمة ومحزنة وقاتلة وقد تقطع منا قدما او يدا او قد تكف ابصارنا وتصم اذاننا ولكن على الانسان انم لا يقطع الامل وأن يكون حازما لأمره متوكل على ربه.
وأما الجزء الثاني فإنني انصحك بأن تكون سعيدا,كيف وبهذه الظروف وبهذا الوضع الصعب في الحرب في الفقر في العذاب تريدنا ان اكون سعيدا,فأقول لك “اللهم لا عيش الا عيش الآخرة” ولا سعادة في الدنيا وان الله اذا احب عبدا ابتلاه وانه غفور رحيم واذاكرك بأن بعد الليل نهار وبعد الحر الشديد تأتذي البرودة وبعد عدم وجودنا اصبحنا موجود وان بعد الحزن والغم والكرب هناك فرج بإذن الله عز وجل.
واخيرا ان ما قصدته من مقالي هذا هو ان اوسع لدى القارئ مفهوم الثقافة ومفهوم الفكر ومفهوم التوسع والتبحر في آفاق هذا العالم والتفكر في ما أبدع الله وكون,ولكي نكون أكثر اخلاصا لامتنا,فالثقافة والدراسات ليست فقط لكي تتثقف انت بل لكي تثقف غيرك وكي تفيد امتك,لذا فاجعل لك هدفا تستفيد الأمة من بعدك بسببه,اجعل لنفسك نفسك رسالة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.