كلما استحكمت فرجت
ولرب نازلةٍ يضيق لها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المخرج
****
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج
*******
قيمة الدعاء
أتهزأ بالدعـاء وتزدريـه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن لها
أمد وللأمـد انقضـاء
فيمسكها إذا ما شاء ربـي
ويرسلها إذا نفذ القضـاء
*******
زينة الإنسان العلم والتقوى
اصبر على مر الجفا من معلمٍ
فإن رسوب العلم في نفراتـه
ومن لم يذق مر التعلم ساعـة
تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعلم وقت شبابـه
فكبـر عليـه اربعـاً لوفاتـه
وذات الفتى والله بالعلم والتقى
إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتـه
*******
بالعلم تُبنى الأمجاد
رأيت العلم صاحبـه كريـم
ولـو ولدتـه آبـاء لـئـام
وليس يزال يرفعـه إلـى أنى
عظم أمـره القـوم الكـرام
ويتبعونـه فـي كـل حـالٍ
كراعي الضأن تتبعه السـوام
فلولا العلم ما سعدت رجـال
ولا عرف الحلال ولا الحرام
*******
التوكل في طالب الرزق
توكلت في رزقي على الله خالقي
وأيقنت أن الله لا شـك رازقـي
وما يك من رزقٍ فليس يفوتنـي
ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيـم بفضلـه
ولو لم يكن مني اللسان بناطـق
ففي أي شـيءٍ تذهـب حسـرةً
وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
*******
أدب المناظرة
إذا ما كنت ذا فضل وعلـم
بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكونٍ
حليمـا لا تلـج ولا تكابـر
يفيدك ما استفاد بلا امتنـانٍ
من النكت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوح ومن يرائـي
بأني قد غلبت ومن يفاخـر
فإن الشر في جنبـات هـذا
يمنـي بالتقاطـع والتدابـر
*******
المرء بما يعلمه
تعلم فليس المرء يولد عالمـاً
وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنـده
صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما
كبير إذا ردت إليـه المحافـل
*******
يأتي العلم بالتفرغ
لا يدرك الحكمة من عمره
يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينال العلـم إلا فتـى
خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الـذي
سارت به الركبان بالفضل
بلى بفقـرٍ وعيـالٍ
لمـافرق بين التبـن والبقـل
*******
الناس خدم للعلم
العلم من فضله لمن خدمـه
أن يجعل الناس كلهم خدمه
فواجب صونه عليه كمـا
يصون الناس عرضه ودمه
فمن حوى العلم ثم أودعـه
بجهله غيـر أهلـه ظلمـه
*******
التأهب للآخرة
يا من يعانق دنيا لا بقـاء لهـا
يمسي ويصبح في دنياه سفـاراً
هلا تركت لذي الدنيـا معانقـة
حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغى جنان الخلد تسكنها
فينبغي لك أن لا تأمـن النـارا
*******
قلة الإخوان عند الشدائد
ولما اتيت الناس اطلـب عندهـم
أخـا ثقـةٍ عنـد أبتـاء الشدائـد
تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة
وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ
ولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد
*******
ترك الهموم
سهرت أعين، ونامـت عيـون
في أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استعطت عن النفس
فحملانـك الهـمـوم جـنـون
إن رباً كفاك بالأمس مـا كـان
سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون
***