تعرف على المهندس الذي تاجر مع الله.. قصة عجيبة من قصص العطاء والايثار.. ليس لأحد من الصحابة أو التابعين
.بل لرجل من عالمنا الذي نعيشه الآن ، ينتمي له بجسده ، لكن روحه وأخلاقه من زمن غير الذي نعيش فيه ..هي قصة مهندس تاجر مع الله ،فربح وربحت مصر كلها واليوم فقدته وبكت عليه بدموع الحزن والأسى ، وشيع جنازته عشرات الآلاف في مشهد مهيب ، ونعت وفاته رابطة الجامعات الإسلامية.
بداية الحكاية :
الزمان : في بداية السبعينيات
البطل : المهندس صلاح عطية ـ مهندس زراعي فقير ـ تعلم بجهود مضنية من والديه الفقراء ـ لم يلبس يوما ملابس جديدة بل كلها مستعملة وقديمة بل بالية ـ مقاس حذائه عفوا 42 لكنه يلبس 44 لأن ابيه يعمل حساب الاعوام المقبلة لأنه لن يقدر على شراء حذاء له كل عام
المكان : بلدة صغيرة اسمها [ تفهنا الأشراف ] بمركز ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية من مدينة مصر
القصة : كان هناك تسعة أفراد بقرية صغيرة تخرجوا من كلية الزراعة يعانون من فقر شديد يريدون بدء حياتهم العملية فقرروا بدء مشروع دواجن حسب خبراتهم العملية وكانوا يبحثون عن شريك عاشر
في النهاية جمع كل واحد منهم مبلغ 200 جنيه مصري وهو مبلغ ضئيل جدا لكنه بنظرهم كبير باعوا به ذهب زوجاتهم أو أرض أو اقترضوا ليكمل كل واحد منهم مبلغ 200 جنيه وظلوا يبحثون عن الشريك العاشر حتى يبدأوا الشركة لكن لا جدوى
جاء شريك منهم اسمه المهندس صلاح عطيه بطل القصة وقال وجدت الشريك العاشر وجدته….
فردوا جميعا من هو ؟
قال : هو الله..
سيدخل معنا شريك عاشر له عشر الأرباح في مقابل أن يتعهدنا بالحماة والرعاية والأمان من الأوبئة.. ووافق الجميع
عقد الشركة : تم كتابة عقد الشركة كتب به الشركاء العشرة وكان الشريك العاشر
[ الله ]
يأخذ عشر الأرباح 10% في مقابل التعهد بالرعاية والحماية وتنمية المشروع ، وتم تسجيل العقد بالشهر العقاري كما وضحت بنوده
مرت الدورة الأولى من المشروع والنتيجة :
أرباح لا مثيل لها وانتاج لم يسبق له مثيل ومختلف عن كل التوقعات
الدورة الثانية من المشروع : قرر الشركاء زيادة نصيب الشريك العاشر [ الله ] إلى 20% ، وهكذا كل عام يزيد نصيب الشريك العاشر حتى اصبح 50%
♻كيف تصرف أرباح الشريك العاشر ؟
- تم بناء معهد ديني إبتدائي للبنين
- بعدها تم انشاء معهد ديني ابتدائي للبنات
- تم إنشاء معهد إعدادي للبنين ،
- بعدها تم إنشاء معهد إعدادي للبنات
- تم إنشاء معهد ثانوي للبنين ،
- بعدها تم إنشاء معهد ثانوي للبنين
- وبما أن الأرباح في إزدياد مستمر
- تم إنشاء
( بيت مال للمسلمين )
وتم التفكير بعمل كليات بالقرية
تم التقديم على طلب لعمل كلية فتم الرفض لأنها قرية ولا محطة للقطار بها ، والكليات لا تكون إلا بالمدن
تم التقديم على طلب آخر لعمل الكلية بالجهود الذاتية وعمل محطة قطار بالبلد ايضا بالجهود الذاتية
وتمت الموافقة
ولأول مرة بتاريخ مصر يتم عمل كلية بقرية صغيرة والكلية أصبحت كليتان وثلاثة واربعة
- وتم عمل بيت طالبات يسع 600 طالبة
- وبيت طلاب يسع 1000 طالب بالقرية
- تم عمل محطة واصبح اي طالب بالكليات له تذكرة مجانية لركوب القطار للبلد لتسهيل الوصول اليها
- تم عمل بيت مال للمسلمين ولم يعد هناك فقير واحد بالقرية
- تم تعميم التجربة على القرى المجاورة ولم يزور المهندس صلاح عطية قرية وغادرها الا وعمل بها بيت مال للمسلمين
- تم مساعدة الفقراء والأرامل وغيرهم من الشباب العاطل لعمل مشاريع تغنيهم من فقرهم
- يتم تصدير الخضروات للدول المجاورة ويوم تجميع الانتاج يتم عمل اكياس بها خضروات لكل اهل البلدة كهدية لهم من كبيرهم لصغيرهم
- اول يوم برمضان يتم عمل افطار جماعي كل واحد بالقرية يطبخ وينزلون بساحة بها الاكل وكل اهل البلدة بما فيهم المغتربين من اهل القرية
- يتم تجهيز البنات اليتامى للزواج
وهذا والله قليل من كثير قام به المهندس
وفي النهاية تم الاتفاق على ان المشروع كله( لله)
وان المهندس تحول من شريك به الى موظف عند رب العزة يتقاضى مرتب. .
واليوم الاثنين غرة ربيع الاخر ١٤٣٧ 11-1-2016 رحل إلى ربه ، بنفس طاهرة ، وأياد بيضاء المهندس “صلاح عطية” ليجزيه خيرا عما قدمه لأهل بلدته وللمصريين جميعا ،إنه مؤسس فرع جامعة الأزهر بالدقهلية، والذي أقام 4 كليات على نفقته الخاصة، وعدد من المساجد والمعاهد فى عدد من المحافظات على نفقته الخاصة، كما أقام 3 مصانع وقف للنفقة على هذه الأبنية، منها مصنع الكواكيل، ومصنع مقاعد للطلاب، ومصنع أعلاف.
وقد سادت قرية تفهنا الأشراف، بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، اليوم الإثنين، حالة من الحزن الشديد ، لوفاة رجل البر والسخاء “صلاح عطية” بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ 70 عاما.
يذكر أن الراحل يتمتع بحب كبير وسمعة طيبة بين أبناء القرية والمركز ومحافظة الدقهلية لما له من أيادٍ بيضاء على التعليم الأزهري، فقد بدأ نشاطه بإنشاء حضانة لتحفيظ القرآن مجانا، أعقبها بناؤه لمعهد ديني ابتدائي وإعدادي وثانوي، ومعهد أزهري، ثم إنشاء كلية للشريعة والقانون والتجارة وأصول الدين ليصل الأمر بعدها لجامعة متكاملة أصبحت تابعة لجامعة الأزهر على نفقته الخاصة.
كما ساهم عطية في إنشاء معهد ديني بقرية الصنافين التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، بجانب نشاطاته الاجتماعية وتأسيسة لنظام بقريته الأم لرعاية المرضى وكفالة الأيتام والمعيلات وحل الخلافات، وأوجد فرص عمل لغالبية الأسر بمن فيها من سيدات وشباب، وساهم وجود الجامعة في إحداث طفرة بالقرية، وتحدث عنها الكثيرون أنها قرية خالية من البطالة.