كل إنسان يسعى دائما إلى بلوغ نقطة السعادة ، و رفع المعاناة عن نفسه و أهله ، بشتى الطرق ، و قد يبذل من أجل ذلك كل ما يملك ، و لكن الظاهر من خلال معايشتنا لمجتمعنا العربية ، أننا نخبط خبط عشواء …
فما هو الشيء الذي يجعلنا نخطئ الطريق , ولا نصل إلى هدفنا رغم ما سمعنا من محاضرات ، وحضرنا من دورات تدريبية ، و قرأنا من كتب و مقالات ….
و لماذا لا نصل إلى تحقيق الهدف ، و لماذا نجد أنفسنا نتيه و نسأم في منتصف الطريق ؟؟؟؟؟؟هل يا ترى يعود إلى أننا لا نملك الطاقة الكافية لتحقيق مآربنا ؟ أم أننا نحس بشيء يجذبنا نحو الوراء ، و لا نستطيع مقاومته رغم أننا بذلنا قصارى جهدنا و أنفقنا كل ما نملك من أجل أن نصل إلى هذه النقطة ألا و هي نقطة لسعادة …
ألا يوجد في هذا العالم من يساعدنا لبلوغ ما نريده ،من يأخذ يأيدينا إلى قمة جبل الطمأنينة و الراحة ، حتى ننعم بحياتنا ، و نريح بالنا ؟؟؟
و نستنشق الهواء النقي فنحسه يلج إلى أعماقنا ، و نتنهد تنهدا أطرد من خلاله جميع الأحزان و الأوهام و الهموم التي كانت جاثمة على صدورنا ..
سنحاول في هذه الصفحات تحقيق ما نرغب فيه عن طريق جملة من المفاتيح التي تفتح لنا أبواب بلوغ قمة السعادة ، وراحة البال حتى نحس أنفسنا كأننا ولدنا من جديد و ننظر من حولنا نظرة المشدوه الذي يرى العالم الجميل بمنظار التفاؤل و الأمل و الطموح …
ربما قد تقول ألا يعتبر هذا الكلام مثل باقي الكلام الذي سمعناه و قرأناه و شاهدناه و هو موجود في المنتديات و المتب و الدورات التي تعقد هنا و هناك و كل تزعم أنها تعطي البديل وتأتي بالجديد و تصنع لنا الخلطات السحرية ثم لا يكون وراءها إلا السراب …
كل الكلام الذي قلته و أو ممكن أن تقوله فهو حق ، وأنا معك و لكن هلا سمحت لي هذه المرة أن نلج أعماق أنفسنا و تحاول معرفة ما هي الأشياء التي تمنعننا من بلوغ غايتنا و أن نعيش حياة طيبة هنيئة نجد فيها راحة البال…
تنفس أخي بعمق …….تنفسي اختي بعمق …..
و لنقل جميعنا بصوت يخرج من أعماقنا :
إنا الله معنا ….. إنا الله معنا ….. إنا الله معنا ….. إنا الله معنا ….. إنا الله معنا …..
أعتذر لإخواني و أخواتي إن غلبكم البكاء فهذا طبيعي لأن النفس و جدت راحتها و وجدت متنفسا حقيقيا …لاتسعد إلا به و لا ترتاح إلا به لا تنفعنا كتب و لا دورات البرمجة العصابية ، رغم فائدتها ، و لكنها لا تصل إلى العمق الحقيقي لأن هناك في النفس البشرية عمق لا يصله أحد و لا نسمح نحن –سواء أردنا أو لم نرد- أن يلجه أحد…
هذه المنطقة تسمى “أنا العميق” و قد جربنا يا إخواني و أخواتي في معاملاتنا الحياتية مع غيرنا ، أن نسمح لأشخاص أن يطلع على جزء ضئيل من هذا “الأنا العميق” و لكن بمرور الزمن تجدون أنفسكم تندمون لأن هذا الغير يكشف الأسرار و يستغلها في السيطرة و الهيمنة ….و يخدش هذا الحجاب السميك و يحاول أن يشتت حبات عقده التي لا تقدر بثمن …
لهذا كله و غيره سنحاول أن نفتح نحن بأنفسنا و ليس غيرنا هذا العمق “الأنا العميق” و تعالج بما به من عطب و ما به من خدش في غاية السرية و لا يعلم احد بما نصنع إلا الله سبحانه و تعالى ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” .
و أرجو أن ندقق النظرة في قوله تعالى :” ما بأنفسهم ” أي شيء أعمق لا يمكن أن يطلع أحد إلا الله سبحانه و تعالى.
و أقول لهؤلاء الناس الذين يعقدون دورات هنا و هناك عن الغربين أقول لهم إن الإنسان يمكن أن يغير الطلاء و شكل المنزل و المظهر الخارجي و يمكن أن يغير حتى الديكور الداخلي للمنزل و لكنه هل غير المنزل حقيقة …
التغيير يكون في الجوهر و ليس في المخبر….”كان النبي يفرغنا و يملأنا …
تنفس أخي بعمق ,,,,,,,,,,,تنفسي أختي بعمق ,,,,,,,,,,,,,
و لنقل جميعا: يا رب خذ بيدي ….. يا رب خذ بيدي ….. يا رب خذ بيدي ….. يا رب خذ بيدي ….. يا رب خذ بيدي …..
الأنا العميق
من اراد ان يعرف ما ذا يوجد في “الأنا العميق ” الذي يوجد بداخلنا و يفتح بابه المنيع ثم يدخل و يكتشف لأول مرة في حياته ماذا يوجد في أعماقه و يجيب عن كثير من الأسئلة التي كانت تحيره و تدهشه و لا يجد لها جوابا ، و إن وجده لم يجده كافيا و لا شافيا و بعد مدة من الزمن تذبل زهلرته و تذهب رائحته و يعود الإنسان إلى حقيقته رغم أن المظهر طرأت عليه بعض التعديلات و لكنها ليست عميقة عمق المعاناة و عمق النفس البشرية و قد قيل قديما:” النفوس كهوف”..
لو ذهبت إلى اكبر المدربين العالمين و سألته هذا السؤال الصريح و الواضحو قلت له:” هل أنت سعيد حقيقة؟؟؟؟؟؟؟”
لوجد نفسه يبكي و لا يدري لماذا ؟؟ رغم أنه يملك كل عوامل السعادة الظاهرة. و لكن السعادة التي نتحدث عنها نحن في هذا المجال يا إحواني و اخواتي هي السعادة العميقة و لم اقل السعادة الباطنية .
أنماط السعادة البشرية:
هناك في حقيقة الأمر ثلاث أنواع من السعادة التي هي في الحقيقة موجودة في عالم النفس البشرية و يمكن أن نفهمها من خلال هذا المخطط التوضيحي الذي يبرز لنا بعمق ز دقة أماط السعادة البشرية :
فإذا وجدت السعادة العميقة فهذا الإنسان سعيد و لو لم يكن يملك السعادتين الأخريين و بمرور الزمن تأتي السعادة الكاملة .
أصناف الناس بمنظور السعادة { و أنت الحكم}:
سنقدم في هذه الصفحة نماذج من الناس و سنحاول الحكم عليها جميعا و نرى حقيقة الإنسان السعيد من غيره :
السعادة الظاهرية
موجودة
السعادة الباطنية
غير موجودة
السعادة العميقة
غير موجودة
النموذج الأول:
السعادة الظاهرية
موجودة
السعادة الباطنية
موجودة
السعادة العميقة
غير موجودة
النموذج الثاني:
السعادة الظاهرية
غير موجودة
السعادة الباطنية
غير موجودة
السعادة العميقة
موجودة
النموذج الثالث:
و إليك النموذج الرابع الذي نرغب أن نصل إليه من خلال هذه الجلسة مع الذات وارجو ان يكون عملنا هنا عملا ذاتيا انطلاقا من قناعتنا الخاصة:
السعادة الظاهرية
موجودة
السعادة الباطنية
موجودة
السعادة العميقة
موجودة
النموذج الرابع:
الترتيب حسب السعادة الحقيقية :
الأول 4
الثاني 3
الثالث 2
الرابع 1
و على هذا انقلبت الموازين و انكشفت الحقيقة ….. و من هنا سيكون عملنا في هذه الجلسة مع الذات في المنطقة الأعمق و الأدق التي إن تغير منها شيء قليل فقط لتغيرت حياتنا بمقدار عظيم … الأستاذ: ناعوس يحيى التلميذ الذي تعلم من الدكتور الكثير رغم بعد المسافة لكن الكلمة الصادقة لها تاثيرها و لا تبالي بالبعد الزماني او المكاني فجزاك الله خيرا و جعلك ذخرا لي أمنية أتمنى من الله الكريم ان يحققها لي أن أكون مثل الدكتور نحيب في الجزائر فاللهم آمين