برنامج هندسة النجاح
برنامج هندسة النجاح عبارة عن برنامج إذاعي يذاع بإذاعة القرآن الكريم لدولة الكويت ، وكان من تقديم الأستاذ سامي سنان وكان الدكتور نجيب الرفاعي ضيف الحلقات. كانت الحلقات والتي استمرت على مدى 58 حلقة بمعدل 15 دقيقة للحلقة الواحدة. لكل حلقة لها قوة جذب غريبة تستكشف خلالها وتتعرف على فن هندسة النجاح. والذي كان اسمه العلمي الدولي البرمجة اللغوية العصبية (NLP) وذلك لان الدكتور نجيب يرى أن الاسم العلمي اسم غير جاذب وغير مناسب لطبيعة العلم الذي يتحدث عن النجاح وطرقة والتخطيط له وتهيئة النفس لهذا العلم.
كان الدكتور وكما بدى لي بأنه مقدم البرنامج وليس ضيفاً فيه حيث كان هو المسيطر على مجريات الحلقات والمتحكم فيها، بل كان متحكماً بالوقت والذي عادتُ ما نسمع مقدم الحلقات هو من يتحجج بضيق الوقت وعدم القدرة على تغطية الموضوع. ولكن هنا كان الدكتور مقسم الموضوعات على الوقت الزمني للحلقة وهو في العادة يطلب أن يؤجل موضوع ما إلى الحلقة القادمة. وبدى الأستاذ سامي مسيطر عليه بعض الشيء طوال حلقات البرنامج. واعتقد كان السبب في ذلك هو قدرة الدكتور وخبرته على المجاراة والسيطرة على من يحاوره، لا بل واخذ ما يريد منه بطريقة يجعل المحاور له مستمع جيد له وليس مجادل له أو محاور.
تطرق الدكتور في الحلقة الأولى من البرنامج والتي اعتبرها مقدمة للحلقات اللاحقة وما سيشرحه في هندسة النجاح، مما جعل المستمع يتشوق لانتظار الحلقة بعد الحلقة دون العلم بعدد الحلقات التي ستعرض.
عرَف الدكتور ما هو هذا الفن وعرج على تاريخه ومن هم مكتشفوه، وبين أن هذا العلم بدأ في عام 1976م على يد العالميين (ريتشارد باندلر) و ( جون جريندر). وعرفه على انه الدراسة الموضوعية للخبرة، فهو يقوم بدراسة البرامج الموجودة في العقل الأنسان والذي جاء كمرحلة ما بين الحديث ولغة الجسد والخلايا العصبية للدماغ.
كما بين أن هناك العقل الواعي والعقل اللاوعي وان العقل الواعي هو ما تدركه في اللحظة التي تكون فيها سواء بالحديث أو الاستماع أو الشعور والتي تكون في الغالب تركيزه محدود والذي يتراوح ما بين 5 – 9 معلومة في الثانية. كما بين بأن الكنز في الإنسان يكون في العقل الباطن (اللاوعي) فهو المخزون الحقيقي والمعلومات والخبرات السابقة التي تخزن في هذا المكان والذي لديه القدرة الهائلة والتي تتفوق على الحواسيب أحيانا. فهذه القدرة الهائلة في عقل الإنسان لا يعلمها معظم الناس لذا فهم يعتقدون بأنهم لا يقدرون ولا يستطيعون على الإنجاز والنجاح بل ويبرمجون انفسهم على انهم فاشلون ومن ثم يستسلمون. ففي واقع الأمر يكون النجاح بيد كل واحد منا. فكلما استخدمت القدرة الهائلة الموجودة بالعقل الباطن، سيكون النجاح حليفك بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.
فالنجاح يجب أن يكون بخطوات مدروسة. فأركان النجاح خمسة كما بينها الدكتور نجيب الرفاعي:
أعرف ماذا تريد.
حدد خطة الإنجاز.
رهافة الحس.
كن مرن.
تحرك من الناحية الجسمانية والنفسية للنجاح.
فبكل بساطة حصولك على ما تريد هو نجاح. فوضح الدكتور أن هناك إطارين للحصول على ما تريد (أطار سلبي – أطار إيجابي) . فالاطار السلبي والذي يدور فيه الإنسان حول المشكلة بعرضه للمشكلة والحالة المزرية التي آلة لها الحال والتأسف على الحال والشعور بالإحباط دون ما التطرق للحلول. أما الاطار الإيجابي فهو الذي يحدد المشكلة ويكتشف أسبابها وأثارها ومن ثم يضع الخطة للحلول والإنجاز الذي يؤدي في النهاية للنجاح. كما يبين كيف تخطط لنجاح مشروعك أو هدفك وكيف تضع له خط زمني والخطوات التي تخطوها لتحقيق هذا الهدف. كما استعرض ما يسمى بالفرضيات المسبقة لهندسة النجاح، والتي اعتبرها شيء أساسي لكل شخص يتعلمها فيصل إلى النجاح وفهم الآخرين بل وان يكون إيجابيا. وهذه الفرضيات المسبقة لهندسة النجاح والتي عددها 13 فرضية أساس من أسس النجاح وهم كالتالي:
الخريطة ليست الموقع.
أنت متمكن من عقلك وبالتالي النتائج التي تحصل عليها.
أحترم نموذج الحياة للشخص الأخر.
معارضة الطرف الأخر لك تعني ضعف في عوامل الاتصال (الألفة) فقط.
الشخص لا يعني سلوكه فنحن نتقبل الشخص ونغير سلوكه.
الناس لديها جميع المصادر التي تحتاجها كي تنجح.
معنى اتصالك ما تحصل عليه.
أكثرنا مرونة أكثرنا نجاحاً.
جميع عمليات الاتصال يجب ان تصمم مع كثرة الخيارات.
الناس تختار أفضل خيار لها متاح لها في ذلك الوقت.
لا يوجد فشل بل معلومات راجعة وخبرات.
وراء كل سلوك نية إيجابيه.
العقل والجسم في حالة اتصال دائم فأي شيء يحدث لأي مهما يؤثر على الآخر.
وبعد معرفة تلك الفرضيات والتي قد تكون الخطوة الأولى لفهم الناس والقدرة على مراقبة سلوكهم، عرج الدكتور على موضوع (النظام المحلل للشخص) وهو أن الناس يكون على احدى هذه الأنظمة ( بصري – حسي – سمعي) فالبصري عادتاً ما يكون كلامه بصور وأشكال ورسومات والوان. أما الحسي والمليء بالمشاعر فيمثل كلامه بالحس فعندما يتكلم يستخدم الكلمات الحسية وعندما تستخدم الكلمات الحسية معه يشعر الحسي انك قريب منه وهو قريب منك. أما النظام الثالث فهو صاحب النظام السمعي والذي يتحدث وكأنه يتحدث من أذنيه حيث يستخدم كلمات ما تدل على السمع ( اسمع – الحديث – الصوت ) مما يدل على أصوات وألحان ونغمات. كما وضح بأن هناك اختبارات يقوم بها الباحثون لبيان النظام السائد للشخص.
فعند دراسة وممارسة هذه الأنظمة ومحاولة أجادتها تستطيع أن تمارسها بشكل جيد في حياتك اليومية وذلك بإقناع الطرف الثاني والسيطرة والتأثير عليه ويكون ذلك باستخدام عدة طريق منها التداخل والترجمة. فالتداخل أن تستخدم الأنظمة التي درستها واحد تلو الأخر حتى تصل إلى نظام الطرف الآخر فتشعر بارتياحه لك فيجاريك ويتأثر بك. أما الطريقة الثانية فهي الترجمة وهي محاولة تغير مصطلحات وكلمات نظامك إلى مصطلحات وكلمات الطرف الأخر وذلك لتسهيل وصول المعلومة والشعور بالارتياح. فهنا تكون الألفة والتي تعني الوصول إلى حد من التفاهم والأقناع مع الطرف الثاني وذلك من خلال الدخول إلى خريطة حياته. كذلك تتم الألفة من خلال التناظر و التطابق. فالتناظر هو أن يجاري عضو من جسد الشخص المقابل. فمثلا عند حركة الرجل اليمنى للشخص الأول، يحرك الرجل اليسرى بنفس الطريقة والحركة. أما التطابق تكون الحركة بنفس الرجل اليمنى مع اليمنى والرجل اليسرى مع الرجل ايسري. كذلك من طرق التأثير ما يسمى بالمجاراة وهي محاولة مجاراة الطرف الثاني في بعض الحركات الإرادية او اللاإرادية. والمجاراة تكون ( بالتنفس – الصوت – الوجه – حركة اليدين – حركة الرجليين – وضعية الجسم – الحركات اللاإرادية – استرجاع المعلومات – المجاراة بالمعتقد (ليس المقصود المعتقد الديني)) مع العلم على أن المجاراة يجب أن لا تتجاوز مدتها الدقيقة بعد حركته. وأخيراً من نتائج الألفة القيادة. فالقيادة تجعل الطرف الثاني يجاريك في حركاتك دون وعي منه عبر عقله اللاوعي.
ثم بدأت حلقة جديدة في موضوع النميطات. فالنميط هو تصغير لكلمة نمط وهو تقسيم النظام التمثيلي إلى أقسام صغيرة. كما تطرق إلى موضوع الافتراضات المسبقة والتي تنقسم إلى (المصدرة – الاحتمال – السبب والنتيجة – الانتباه – التكافؤ المركب – الوقت – الصفات – الترتيب – أداة الاستثناء).
وبعد هذا الكم من الشرح وتوضيح المفاهيم عرض الدكتور عدة نماذج وطرق علاج ووصفات. فقد ذكر وصفة سوش – نموذج التدقيق – نموذج ملتون ( لغة الإيحاء والتأثير ) والتي تنقسم إلى 26 قسم. فتبين بعد دراسة نموذج التدقيق ونموذج ملتون، أن النموذجين يعملان على عكس بعضهما. والجدول التالي يوضح ذلك:
وأخيرا تطرق الدكتور إلى كيفية استخدام الرابط في حل المشاكل ومسح الذكريات المؤلمة واستخدامه أيضا في التشجيع وإعطاء الحافز. فالرابط هو محاولة ريط شخص في حالة منبهه قوية للعقل ومذكرة لحالة نفسية إيجابية أو غير إيجابية مع شيء مسموع أو مشاهد أو محسوس. وبعد ذلك تطرق إلى الاستراتيجيات ( وهي شيء تقوم به داخل عقلك الباطن للحصول على ما تريد) وبين أن هناك خمس استراتيجيا في الحياة:
استراتيجية القرار.
استراتيجية الحافز.
استراتيجية الواقعية.
استراتيجية التعلم.
استراتيجية التذكر.
تم بحمد الله ،،،،،،
مقدمه: م. عدنان العبدالله
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.